صُداع ،

بقايا نور تتآكل في حضني
لاشئ حولي سوى ..
ظلام
ظلام
أسود ، حالك يقترب مني
يُلامس جبيني ، يقبّلني
يلتهمني ..
 
أتشكّل كطفلة تبكي
و عجوز عرجاء تدعو و تصلّي
يا زمان القُبحِ أهلِكني ..
دمّرني ..
ادفني تحت قدميك
اهرسني ..

يا زمان القُبحِ هذا الطيب يموت
والجمال يندثِر
مُهرّج يغزوه السكوت
و حمائمُ سلامِ تنتحر ..
الثالثة فجراً


صُداع يا همّي ..
صُداع ..
و في الثالِثة فجراً ابتدأ الصّراع
دموعي تتسابق لغسلي و تطهيري
و روحي تهرب من الضياع

الثالثة فجراً ؟
نعم ، للثالِثة فجراً تشير العقارب الخرساء
تقرص وقتي ، تنهش عظامي
والثالثة فجراً تبتسم كالبلهاء .
 
 
حياتي توقّفت ،
قرصٌ دوّار يزحلقني معه

بعدما غزا غرفتي
شق السقف بإعصاره
سرقني
مناديلٌ رطِبة تكمم فاهي
مشاعِرُ سنين تراقصت أمامي
و تيهٍ ..
آه .. يا تيهٍ
أيها الأناني
تتركني في سجني و تنساني ،
 
الثالثة فجراً ،
جدائل موت تغشاني
هذيان يصمّ آذاني
أصرخُ
أصرخُ!
و أرفِضُ أي مطر في سمائي

أنام ؟
لن أنام ..
لا أريد أن أنام
لا أريد فعل شئ .!
لا أريد أن أحيا ..!
لا أريد العيش في حقل ألغام .!


يسقط مني قلبي .
أتعثّر بجمجمتي
تركلني ساقي .

 
الثالثة فجراً تلبّسني مارد الصمت
تسحّر بدمي

أجفاني
أهذه مكتبتي تتقيأ دمي ؟
أهذا عطري يتبخّر كالأماني ؟
أذاك مكتبي ينقلب وحده ؟
أتلك اللوحة تتحرك أمامي ؟
أأنا أهلوس أم إن جسدي دون دم بات صفر الألوانِ ؟
صراخ يصم الأذن
صراخ ..
صراخ ..
يوقعني في المُزُن
صراخ يستلّ مني الكلام
صراخ يطلب مني الفهم

غبية أنا .. حمقاء
لاتفهم الملام
جليدها لا ينعدم ..
يضرب رأسي بالجدران
أنزف وجع ، أحتضر
لكني ..
لا أذوب ،
سلكاً يلسعني
ينغرس داخلي ، يبخّرني
وأنا ، أنا
لا زهوري تتفتح
و لا رحيقي يسيل
لا غيومي تمطر
ولا أشفي عليل
لا خوفي ينقلب أمان
ولا يتغير بي القليل
لا أموت
لا أموت
و أنتهي ..
Make a Free Website with Yola.