رحلت يا جابر تبكيك الأرض والسماء
خطفك ذاك الموكب وسط دهشة الأحباء

أمات جابر الخير؟
لا .. أبداً ما مات
ترتوي الكويت من روحه كلما لمع بها النقاء
تمتص الخير كفقيرٍ رأس ماله دعاء ..

التحفت البلاد الحداد الحزين
تسرّب الملح في جراحها .. غصّت بالأنين
أيا كويت .. حبيبتي .. تهتِ بعد فارسكِ الأمين

أرتمي بحضنكِ أنا دامعة ..
وأنتِ في حضن مَن ترتمين ؟
هناك دسمان ينتحر فيه النور
يتلاشى به ضياء السنين ..
حشود من الناس يهرش الفقدان أرواحها
صوت اليأس يسكنها كرنين ..

أنا والكويت حكاية عشقٍ أسطورية
ينبض قلب الحجر حين ينصت لها
ويتلون الموت بزهور عطرية
حبيبتي هذه، وآية الحب ونبع الجاذبية
أرواح تحلّق من أبعد البلدان
لتصطف ولاءً لذرات ترابها الماسية

هذه الكويت. إن غزا الظلام أرضها أجمعها
تظل أنوارها السحرية
كويت البركة تتوه التعابير حين تصف غيرها
وتموت عند قدميها الحروف الزكية ..







و جابرٌ أين يحلّقُ عنا ؟
و نحن أين نجدهُ ؟

جابرٌ لا يختفي أثرهُ
بالقلبِ باقي لا يندثرُ

هذي الكويتُ تنهار صباحاً
و شعبُ يرتدي الدهشة و الذكرُ
كيف له أن يتخيل سقوط نورٍ
عن رأس الحياة و لا يرتعشُ ؟
كويت يا أُماً ناحت ابنها البِكرُ
تشبّثي ..
معكِ أبناء مخلصين مدى الدهرُ
Make a Free Website with Yola.