أغلق الباب خلفك ..
حين تغادر ، أغلق الباب خلفك .. و لا تلتفت
تابع طريقك ، اتبع همسك
لا تقل فعلت كذا ياليتني لم أفعل ..
قُل لم أفعل كذا .. لكني سأفعل ..
شئ محير حين تشعر بأن العصافير تقول لك شيئاً لكنك لا تفهمه .
الساعة الآن تنتظر لتكتمل بدراً حتى أنهض و أترك كل شئ أمامي و أبدأ عمل ، العمل هو الملاذ الوحيد أمام مأزق عقم الكلمات الموحش . و كأنك تسكن غرفة خالية إلا من جذورها .. أين الأوراق ؟ أين الأغصان و الإخضرار ؟ .. لا شئ ، أنت عاجز عن
إحياؤها رغم أن الغربة تصرخ بأذنك بقوة .
الآن أنا لا أدري ما أكتب . صدقاً ، فهدفي هو أن أجد هذه الورقة ممتلئة بالكلمات حتى ترتاح عيني و ينام قلبي و تبتسم روحي .. حتى أثبت أمام نفسي بأني مازلت أستطيع شرح ما يعجز عنه اللسان .
حين قررت السفر ، جذبت حقيبة كبيرة .. و قلت سأسافر ليومين أو ثلاثة . تركت الحقيبة تبتلع حاجتي من الملابس و أدوات الزينة اللازمة و غيرها من الكماليات . بينما أرتب جهاز كمبيوتري المحمول و الشاحن و أقراص مدمجة من أفلام و موسيقى . و رواية و ديوان شعر .. الآن يأتي وقت السفر ..
سحبت فراشي ذاك القطعة الإسفنجية الكبيرة التي غالباً ما حملتني و طارت بي عالم آخر .. استخدمت قوتي كلها لأجذبه من على إطار سريري و أضعه على الأرض .. اخترت الزاوية قرب المكتبة بالضبط . سبعة وسائد كافية لتتشكل غيوم صديقة تسامرني في الليل و نتقاسم الأسرار .. رتبت أغطيتي و تركت قربي في منطقة السفر كيساً يحمل في حضنه شوكولا و بسكويت و غير ذلك ..
تركزت في زاوية تشغل تقريباً ربع غرفتي . و صنعت المدينة التي سافرت إليها .. وطن من غطاء بنفسجي مفروش على الأرض
تحيطه الوسائد الكبيرة ، تجلس قربه أريكة تهدهده حين ينام و حقيبتي و حاجياتي بالقرب ..
هذا ما ينتجه ابتلاع الكلمات عن طريق الخطأ و الغصة التي تلحق ذاك الخطأ . أو ربما مجرد تغيير .. ، تدخل والدتي غرفتي تتأمل ما صنعت مندهشة . قلت بهدوء " ما رأيك ؟ .. رغبت ببعض التغيير .. " تعلق نظرها على الفراش و الأغطية و هي تقول " حلو "
سأتمم الثلاثة أيام و أنا مازلت مسافرة ، لكن .. لا أدري مازلت لا أرغب في العودة إلى غرفتي ..! ، أشعر بالجبن الذي كلما قررت العودة إلى الغرفة اعتقدت بأنه يضحك علي .