وإن لم يأتي ،
عصفور أجري خلفه .. ألاحقه ..
أيدري أنني أتتبعه ؟
أناديه ..
أراقب قفزاته الخفيفة ..
و هو عني يبتعد ..
أتعبني نشاطه ..
ربما إني أزعجه .
و بملاحقتي أخنقه ..
فتركته ..
التفت و شاهد ابتعادي ..
فقال : إني لا أشعر بقلبه الرقيق
و إني تركته ..
ملاحقة العصافير المحلقة أمر متعب أقرب إلى ما يكون انهاك و تسارع في دقات القلب ، و إن كان عصفوراً شجياً خلاباً ذو قلب حنون ؟ .. ستكون مجبراً على ملاحقته .. لأنك وجدته .. و لأنك لا ترغب في إفلاته من ناظرك ..
لكن ، كيف نكسب هذا العصفور شعوراً يوضح له تعلقنا به و حبنا له ؟ .. كيف نوقفه للحظات لنجمع مشاعرنا جميعها في كلمة واحدة ؟ ..
و إن تركته و أتعبك .. عاد ليغرد قرب النافذة ، ليس يقول بأنه يحبك و قد اعتاد على ملاحقتك و صوت خطواتك خلفه ، بل ليغرد مأساته و حزنه ، ليغرد ظلمك و جرحك له بأنك تخليت عنه .
و العصفور كالقلب ، لكن .. ليس قلب كالعصفور . فإن وجدت يوماً في حياتك قلباً كعصفور حاول بشتى الطرق و قبل أن يقضي عليك التعب مجبراً أن تصرخ به "
أحبك " ، أن يلتفت إليك فيشهد حبات العرق على جبينك المنهك و شهقاتك التي تتعلق بحبل الهواء بقوة و إن شاهد كل هذا ابتسم له ، و انتظره يأتي .. فإن آتى
احتضنه و إن لم يأتي ............
.