تخديـــــــــــر


صرخت
فغرزوا دبوسا بجسدي كإبر الممرضات
ارتميت بعده في حضن الغياب
بلا وعي .. كالاموات
استلوا مني مشاعري و رموها في كتاب
خطفوا دمعي و رسموا به لوحات و لوحات
و بعد مرور اللحظات
صفعوني لأصحو ..
لأودع الغيبوبة التي كنتها
لأتعرف على كينونتي التي هبطت من السماوات
أين أنا ؟
أين عبق الكلمات ؟
أين داري ؟ و أحلامي و عبير النسمات ؟
حولي سواد ...
أشد ملامح الظلمات
و سوط و سكين
أحبال .. و ملاءات ..

صرخت ..فما ذنبي ؟
متى استعبدني الوحش و أنا حفيده الملكات ؟
تقترب مني الجدران
تكبس على أنفاسي ..
تسرق أضعف النبضات
ثم تبتعد و تختفي
و أجدني في بلاد الغجريات ..
ادخل في جحر و اتوه في آخر
أبحث عن أمل يسري في الروحات ...
لا شئ يرويني في تلك المساءات
لا عطر ..
لاندى ...
لا انتعاش الغابات
خوف يعتريني كمارد حكم علي بأقسى العقوبات
تمر الساعات
و أنا ما بين ...
اختناق و انهيارات
تتخبط خطواتي على الارصفه
أبكِ على أبواب العرافات
أنشد المساجد و الكنائس
أفترش بألمي الطرقات
تتمزق اعضائي كما لو سحقني أحد القطارات
و في إحدى المحطات
أيقنت أني صرخت ..
و بلادنا تتبرأ من صراخ المصونات
فعذرا يا بلادي صرخت ..
قد كنت أجهل بأن من يصرخ تفرض عليه الصفعات
تمقته جميع الديانات
تقام عليه الحروب
و تنشأ الصراعات
عذرا يا أيتها الارض صرخت ..
و أزعجتك بصراخي
أعدكِ بأن ابتلع السموم بصمت
و أعاني الغثيان بصمت
بينما ملامحي ترتسم بالابتسامات
حفاظا على أعضائي التي سترمونها للحيوانات
و صلاتي التي ستحرموني منها قبل الممات
أعدكِ يا أيتها الارض
سأبتلع الصرخات ...

Make a Free Website with Yola.